القائمة الرئيسية

الصفحات


النبي ابراهيم عليه السلام

شخصية رسم توضيحي

إبراهيم عليه السلام ابن آزر. ولم يذكر القرآن الكريم أعلى من هذا النسب، وإن كان الكتاب المقدس قد ذكر نسبه على النحو التالي: تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح. سُمي بشيخ الأنبياء، وأبي الأنبياء، لأن منه تناسل الأنبياء وتتابعوا. قال تعالى: ﴿ ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذرّيته النبوّة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين﴾ العنكبوت: 27 . كما يسمى أيضًا خليل الله. ولفظ إبراهيم يعني في السريانية: أبٌ رحيم، وفي العبرانية أبو جمهورٍ أو عددٍ كبير.

نسبه

 يُذكر أنّ قوم إبراهيم خرجوا من قلب الجزيرة العربية التي نشأوا فيها جماعة من الجماعات السامية العديدة، وأنه عليه السلام، كان عربيًا خالصًا من سلالة العرب العاربة التي يرجع نسبها إلى سام بن نوح عليه السلام، وأنه أبو العرب (العدنانية) أبناء ولده إسماعيل، وهو بهذا جدّ العرب قبل أن يكون جدّ الإسرائيليين.

لغته

كان إبراهيم عليه السلام يتكلم العربية القديمة التي هي قريبة من عربية جُرْهُم. وقد ثبت في صحيح البخاري أن إبراهيم عليه السلام زار ولده إسماعيل مرتين لم يجده فيهما، وتكلم مع امرأتيه الجُرهميتين العربيتين بلغتهما.

ميلاده

أما مكان ميلاده فاخُتلف فيه. قيل: بابل، وقيل، السوس من أرض الأهواز، وقيل: حرّان، وقيل غير ذلك. وأما زمن ميلاده فلا سبيل إلى القطع به، فقد قال بعض المؤرخين إنه وُلد بعد الطوفان بـ 1,263 سنة، وبمقارنة التواريخ الواردة بسفر التكوين يتضح أنه ولد بعد نوح عليه السلام بـ 291 سنة، ولكن أكثر المؤرخين يقدّرون أنه عاش بين عامي 2000 و1700قبل الميلاد.

وقد رويت في قصة ميلاد إبراهيم الخليل عليه السلام، في كتب التاريخ، روايات ملأتها الخوارق والمعجزات، لا يُطمأن إليها، وتفوح منها رائحة الوضع والتلفيق. وكذلك ليس عندنا نص صحيح يبين مدة حياته، لكن مسلمًا روى في صحيحه أن إبراهيم عليه السلام اختُتن في سن الثمانين، ولا يعرف كم عاش بعد ذلك.

قبره

دفن إبراهيم، وولداه إسحاق ويعقوب، عليهم السلام ببلدة حبرون المعروفة اليوم بالخليل في فلسطين، وقبورهم موجودة هناك. وهذا الخبر -كما يقول الحافظ ابن كثير- مُتلقَّى بالتواتر من زمن بني إسرائيل وحتى زمانه.

دعوته

تقوم دعوة إبراهيم عليه السلام على التوحيد الخالص ويذكر القرآن الكريم أربعة مواقف له في الدعوة مع أبيه، ومع عَبَدَةِ الأصنام، ومع عبدة الكواكب، ومع الملك النمرود.

أما دعوته لأبيه فقد وردت في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿ واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صدِّيقًا نبيًا ¦ إذ قال لأبيه ياأبت لِمَ تعبُد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا ¦ ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتَّبعني أهدِكَ صراطًا سويًا﴾ مريم:41-43 . إلى أن يرد عليه والده بغلظة وجفوة: ﴿ قال أراغب أنت عن آلهتي ياإبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليًا ¦ قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا﴾ مريم: 46، 47 .

دعوته لعبدة الأصنام

بدأها بالحوار ليمهد به للمرحلة التي تليه وهي تكسير الأصنام: ﴿ إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ¦ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين¦ قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ¦ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ¦ قال بل ربّكم ربّ السموات والأرض الذي فطـرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ¦ وتالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تُوَلُّوا مدبرين ¦ فجعلهم جُذاذا إلا كبيرًا لهم لعلهم إليه يرجعون﴾ الأنبياء: 51 - 58 . وفي سور: الشعراء: 69- 89، والصافات: 85 - 98، والعنكبوت: 16- 17 آيات كثيرة تتحدث عن إبراهيم.

دعوته لعبدة الكواكب

بدأها بطريقة أخرى ناجحة، وهي موافقة الخصم في الظاهر من أجل إلزامه وإفحامه. يقول تعالى: ﴿ وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ¦ فلما جَنّ عليه الليل رأى كوكبًا قال هذا ربي فلما أَفَل قال لا أحب الآفلين ¦ فلما رأى القمر بازغًا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونَنَّ من القوم الضالّين ¦ فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريءٌ مما تشركون ¦ إني وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين﴾ الأنعام: 75-79 .

فإبراهيم عليه السلام لم يعتقد قط بربوبية الكوكب ـ كما فهم بعض الناس من ظاهر السياق القرآني ـ وذلك لعدة أسباب منها: أن القول بربوبية الكوكب كفر بالإجماع، والكفر لا يجوز على الأنبياء، حتى قبل النبوة. ومنها أن هذه الواقعة كانت بعد أن أراه الله ملكوت السموات والأرض، وبعد أن وصل إلى درجة اليقين بدليل فاء التعقيب في قوله: ﴿ فلما جنّ عليه الليل﴾ . ومنها قوله تعالى عقيب هذه القصة: ﴿ وتلك حُجّتنا آتيناها إبراهيم على قومه﴾ ولم يقل: على نفسه!!

فضائله

كان إبراهيم عليه السلام أُمَّةً في الفضل والسمو والنبل والخير. وقد ذكرت له مزايا وفضائل كثيرة في القرآن الكريم منها: أن الله تعالى اتخذه خليلاً، وجعله للناس إمامًا، واجتباه واصطفاه، وآتاه رُشده، وجعل النبوة في ذريته، وأمر باتخاذ مقامه مصلّى، ومنها: اتصافه بالحلم، والإنابة، والصِّدِّيقيّه، والشكر ،والقنوت، وسلامة القلب، والكرم، والوفاء...

ابتلاؤه

ابتُلي أبو الأنبياء بأعظم أنواع البلاء، فصبر. ومن أهم ما ابتُلي به عليه السلام أنه عندما كان في مصر أُخذت زوجته الجميلة سارة إلى قصر فرعون، فادعت أنه أخوها حتى لا يُقتل بسببها، ولم تكن في ذلك كاذبة لأنها أخته في الدين. وما أن حاول فرعون مسها حتى شُلت يده، ولكنها برئت بعد أن أخلى سبيلها. ومنها إلقاؤه في النار، ومنها أمر الله إياه بذبح ولده إسماعيل، ثم افتداء إسماعيل بكبش عظيم بعد أن اجتاز الوالد الكريم الامتحان بنجاح.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات